التاريخ العسكري سجل تجارب الأمم العسكرية من إنجازات وإخفاقات عبر المعارك والحروب. إن التاريخ العسكري في جوهره لا يقتصر على دراسة الماضي وتسجيله، لكنه أيضًا وسيلة بحث بل هو مخبر التجارب لمعظم العلوم الاجتماعية والنفسية والعلوم التقنية، كما أنه يشكل مجالًا رحبًا لاكتساب الخبرات العسكرية العلمية، فهو بحق مدرسةٌ لتطبيقات علم الحرب وفنه، كما أنه مادة خصبة لتكوين المذهب العسكري ومعين لا ينضب للمنظرين العسكريين. إن التاريخ العسكري واحدٌ من فروع التاريخ العام، إلا أنه يمتاز بالكثير من التفرد والخصوصية التي تفصله عن بقية فروع ذلك العلم. ورغم أن التاريخ العسكري ليس أكثر من فرع من فروع التاريخ العام، إلا أنه بحد ذاته فرع واسع الأفاق، وقد يكون أكثر أهمية من باقي الفروع الأخرى، فهو سجل الصراع البشري الغارق بالدماء، حتى أن البعض يرى أنه هو التاريخ نفسه، طالما أن الحرب تشكل المساحة الأكبر في حياة البشر وتاريخهم… وما دام السلام لا يشكل إلا محطات أو هدن قصيرة، لالتقاط الأنفاس والاستعداد لحروب جديدة. لقد كان المسلمون من السبّاقين في الاستفادة من تلك الأحداث والتجارب، ويظهر ذلك في الكثير من غزوات النبي -صلى الله عليه وسلم- والفتوحات الإسلامية. وظهر ذلك في استفادة المسلمين من فكرة الخندق الذي أشار إليها سلمان الفارسي للنبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: إنا كنا بفارس إذا حوصرنا خندقنا علينا. فأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بحفر الخندق، واستطاع المسلمون بذلك تحويل المدينة إلى جزيرة دفاعية محميةٍ من جميع الاتجاهات وهو ما أفشل حملة الأحزاب من قريش وغطفان وأسد وغيرهم، وخطتهم الرامية لاحتلال المدينة.
أكمل قراءة المقالة على تبيان. |