في الليلة الأولى من رمضان نصبت الشرطة سواتر حديدية بطريقة تُقيد مساحة جلوس وحركة المقدسيين، وأتبعت ذلك بنصب مركز متنقل لها قرب باب العامود في الليلة الثانية. وفي صباح اليوم الثاني بدأت طواقم متخصصة بتثبيت كشافات إضاءة أعلى غرف المراقبة التي بُنيت بقوة الاحتلال عام 2017 في محيط باب العامود. وبعد ساعات اقتحم وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد باب العامود والبلدة القديمة برفقة مفتش عام الشرطة كوبي شبتاي وقائد شرطة لواء القدس دورون ترجمان. وخلال جولته قال لبيد "نتحدث عن فترة صعبة يسود فيها التوتر، ولكن لدينا شرطة يمكن أن نثق بها لكي نجتاز هذه الفترة المعقدة.. أفتخر بأفراد الشرطة وحرس الحدود وقوات جيش الدفاع وكل من يقوم بحراستنا في هذه الأيام المتوترة". وفي السياق ذاته أعلنت الشرطة عن نشر 3 آلاف شرطي في محيط المسجد الأقصى وأزقة البلدة القديمة مع التركيز على نشر قوات علنية وسرية في منطقة باب العامود والتي تحولت وفق ادعاءات الشرطة إلى "حلبة للقيام بأعمال شغب وإخلال بالنظام العام". وشهدت منطقة باب العامود وشارع السلطان سليمان المتاخم مواجهات عنيفة في ثاني أيام شهر رمضان استخدمت خلالها الشرطة القنابل الصوتية والغازية، واعتدت بشكل عشوائي على الموجودين بالضرب المبرح وأعلنت اعتقالها 10 مقدسيين، مؤكدة عزمها تنفيذ حملة اعتقالات في شرقي القدس على خلفية المواجهات. وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عن تعاملها مع 19 شخصًا خلال مواجهات اليوم الثاني من رمضان، ونقلت طواقم الإسعاف 4 إصابات إلى المستشفى. ويُفنّد المقدسيون رواية الاحتلال التي يدّعي فيها أن المقدسيين يبادرون باستهداف قوات الاحتلال الموجودة في المكان بالرشق بالحجارة والزجاجات الفارغة، مؤكدين أن الوسائل الاستفزازية التي يبتكرها الاحتلال مع حلول شهر رمضان كل عام كفيلة بإشعال المواجهات على مدار الشهر. الشابة المقدسية براءة أبو رموز التي توجد في باب العامود بشكل يومي تحدثت عن علاقتها بالمكان قائلة إنه متنفس المقدسيين الوحيد في ظل انعدام المساحات الكافية لاحتوائهم، وفي رمضان نُكثف من لقاءاتنا على مدرجاته. وترى أبو رموز أن الوجود المكثف لقوات الاحتلال وتحويل باب العامود لثكنة عسكرية هو السبب الرئيسي في اشتعال المواجهات في المكان. وعن المظاهر المختلفة عن هبّة باب العامود التي اندلعت في شهر رمضان من العام الماضي قالت إن القمع هذا العام أعنف؛ إذ تعتدي قوات الاحتلال على المارين بشكل عشوائي وتُحطم المركبات والدراجات النارية بعد توقيف أصحابها. وأضافت "لم يسلم كبار السن ولا النساء ولا الأطفال من الاعتداءات، وقوة المستعربين وجّهت السلاح بشكل مباشر وعشوائي تجاه كل من يقترب من العناصر أثناء تنفيذ الاعتقالات". المصدر: الجزيرة نت
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق