في مثل حال المسلمين اليوم وما يعتريهم من ضعف وتكالب الأمم عليهم، وحرب على الإسلام حتى شعائره، واضطهاد ومطاردة لأمم مسلمة برمتها، فإن المعرفة بسنة النصر وأسبابها تختصر لنا الطريق لرسم الخطط لتحقيقه. وهي سنة تستوجب اليقين والصبر. قال -تعالى-: (خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ) (الأنبياء: 37). (وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) (الحج: 47). ومما لا يجب الغفلة عنه أن وقوع السنن قد يطول مع عمر الأمة الواحدة، لذلك لا يجب أن تفتر الهمم بحجة أن السنة لم تقع بعد، لأن كل مجهود في سبيل تحقيقها، تكاملي تراكمي (لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا)، وفي الأثناء تبقى العديد من السنن جارية كسنة التمحيص والابتلاء والاصطفاء وهلاك الظالمين والمنافقين. وقد وعد الله عباده المجاهدين المستقيمين على أمره بالنصر فقال (وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الأدْبَارَ ثُمَّ لاَ يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا * سُنَّةَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلا) (الفتح :22). وقد تقع سنة الإهلاك بعذاب من الله أو بعذاب على أيدي المؤمنين قال -تعالى-: (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ۖ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا ۖ فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ) (التوبة: 52). وكفى بها عزا وبشارة قول الله -تعالى-: (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ) (الصافات 171 – 173). وقوله -تعالى-: "…. وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) (الحج: 40). أكمل قراءة المقالة على تبيان.
|