تُمثل المعارك الكبرى لحظات نموذجية للاستفاقة من سُبات الغفلة، ونزع ثوب اليأس والوهن الذي يُصيب الأمة المسلمة. ذلك الوهن الذي جعله رسول الله ﷺ من أسباب عجز هذه الأمة وضعفها، كما في حديث ثوبان: "يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل يا رسول الله: وما الوهن؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت" [سنن أبي داود: 4297]. ومنذ 22 ربيع الأول 1445هـ، الموافق 7 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2023م، حلت علينا أحد المعارك الكبرى التي لا يكون ما بعدها كما قبلها، سيما وقد نزع أربابها الوهن من صدورهم وكان الموت أحب عندهم من الحياة عند أعدائهم، ألا وهي معركة "طوفان الأقصى". ويُخبرنا الطوفان -أول ما يُخبرنا- بأن طريق المؤمنين باقٍ على هيئته، وأن هذا الطريق ما زال ينتظر مِن المؤمنين مَن يسير فيه، وأن السبيل سبيل الإيمان، طالت المعركة أو قصرت. ومع طوفان الأقصى، حدث طوفان آخر في متابعة الأخبار وقراءة التحليلات العسكرية واستشراف الرؤى الاستراتيجية عن المنطقة كلها، وحدث ما يُشبه "الاستفاقة" في متابعة الشأن العام، بعد عزوف عربي عام عن القضايا الكبرى، ويأس من تغير المشهد المحلي للمنطقة العربية، إلا ما كان من الماجريات السياسية اليومية التي يتابعها المواطن العربي، والتي لا تُغني ولا تُسمن من جوع. ومع هذه الاستفاقة تتوارى خلف الأنظار استفاقة أخرى لا تقل أهمية، ولم تستعر نيرانها بعد، ولم تُؤتِي أُكلها، وربما لم تأت الفرصة المناسبة لطرحها بصورتها الكاملة، ألا وهي استفاقة: إعادة ضبط البوصلة الفكرية والسياسية لهذه الحالة التي أوجدها الطوفان. أكمل قراءة المقالة على موقع متراس.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق