يظهر جليًّا أنّ كثيرًا من المسلمين أسلموا أنفسهم للثقافة المهيمنة التي تسرّب لهم مضامينها عبر الإعلام والتعليم، دون أن يتغذّوا بقيم القرآن ومسلّمات الوحي وبديهيات الدين الذي ينتسبون إليه، وهذا يكون إمّا جهلًا بالمضامين المنافية للدين التي تموج في الواقع، فيتعاملون مع القنوات المعرفية المختلفة بحُسن نيّة، وإمّا تقصيرًا في استيعاب الحقائق العقديّة وتشرُّبها، والذي لو لم يُهمل لتنبَّه الإنسان لكثير ممّا يُنافيه. ونحن إذ نتناول موضوع ضُمور البديهيّات العقديّة، فإنّنا نراه الحصن الأساسي الذي بتهدُّمه تسرَّب ما تسرّب من التأثّر بالمضامين الفكريّة الدّخيلة والمنافية لصريح العقل ومُحكم النّقل. فمن البديهيّات العقديّة التي لا يمكن أن يكون الإنسان منتسبًا للإسلام حقيقةً بدونها، اعتقاد أنّ الإسلام هو دين الحقّ، وأنّ غيره الباطل، ومعرفة عِظم الكفر، والولاء على الدّين والعداء عليه، وجعل المركزيّة لله سبحانه وعبادته وحقّه سبحانه في التعامل مع الناس حبًّا وكرهًا وقربًا وبُعدًا وولاءً وعداءً. والإشكاليّة في عدم التشبُّع بهذه البديهيّات جعل القرآن مهجورًا، وبالتالي ذبول معاني الإيمان في القلب. والله تعالى يقول: (كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا) [غافر: 35]، ومحلّ الشّاهد من الآية أنّ الذي لم يتشبّع بالمعاني الإيمانيّة والعقديّة يكون ميزانه مختلًّا لا يتوافق مع حكم الله سبحانه ومع النّظرة الشرعيّة للمسائل، وبذلك يكون الكفر الذي هو أكبر ما يمقت الله سبحانه هيّنًا بسيطًا عند النّاس، إلّا عند المؤمن الذي يزِن الأمور بميزان الله سبحانه. ولا يتأتّى ذلك إلّا بمعرفة الله وتعظيمه أوّلًا، ثمّ تعظيم أمره سبحانه ونهيه وتقريره سبحانه. وما لم يكن ذلك ستجد المنتسبين للإسلام في وادٍ ودينه وأمره في وادٍ آخر. أكمل قراءة المقالة على تبيان.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق