يذكُر الدكتور "عبد الوهاب المسيري" في كتابه (العلمانية الجزئية والشاملة): "أن نمط الإنسان الاقتصادي هو أحد الأنماط التي أفرزتها العلمانية، وهو إنسان يُجيد نشاطًا واحدًا هو البيع والشراء ومُراكمة الأموال وإنفاقها" إذ أصبح الاستهلاك في عالم اليوم غاية وهدفًا في حد ذاته وليس وسيلة لتحقيق الغايات من الحياة. بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وإعادة تشكّل القوى الاقتصادية والسياسة، اجتاحت العولمة بصورتها الأمريكية العالم حاملةً معها ثقافة الاستهلاك، وقد كانت العولمة هي سفينة الفِكر النيوليبرالي، ففتحت الأسواق أمام الشركات متعددة الجنسيات والعابرة للقارات، ولأن الفكر الليبرالي قائم على الربح فقط فهو في طريقه يدعس أخلاق المجتمعات وقيمها ويعمل على تغييرها وتوجيهها نحو الليبرالية، ونحو ما يؤدي إلى زيادة رِبح الشركات. يذكُر المفكر الأمريكي "نعومي تشومسكي" أستاذ اللسانيات في معهد ماساتشوستس؛ أن العقيدة النيوليبرالية تدفع رجال الأعمال إلى التعامل مع الربح كمبدأ أخلاقي لديهم وأن تخليهم عنه سيهدم الحياة المتحضرة. لذلك لا عجب أن نجدهم يبذلون أقصى جهدهم في إيقاع الإنسان في دوامة الاستهلاك، وجعل ثقافة الاستهلاك متغلغلة في المجتمعات ضاربة جذورها في وعي الإنسان الحديث، لأجل تحقيق الهدف المنشود وهو الربح. تعمل الآلة الإعلامية ليل نهار على جذب الإنسان القابع خلف شاشاتها إلى السوق والشراء وتبنّي ثقافة الاستهلاك، ما إن تدير وجهك في كل مكان حتى ترى إعلانات لا حصر لها لمنتجات عديدة مختلفة الاستخدام والأغراض، قد لا يكفيك عمرك لتستهلكها، وتتنوع الأساليب التسويقية المستخدمة، وتدأب شبكة العلاقات العامة على فتح أسواق جديدة، وتُنفق المليارات في سبيل إيقاع البشرية في فتنة الاستهلاك. أكمل قراءة المقالة على تبيان.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق