القاعدة الإعلامية الصحيحة التي تقول: «ليس هناك إعلام محايد.. إنما هناك إعلام موضوعي» تُقر كذلك بوجود إعلام «غير موضوعي» فالقاعدة نفت الحيادية المطلقة في الإعلام، ولكنها لم تنفِ وجود إعلام لا يلتزم بالموضوعية، وهو أمر لا تخطئه عين مراقب أو متابع، فالإعلام لا بد له من أجندة يتبعها، عقائدية أو فكرية أو سياسية، وذلك حسب توجهات أصحاب الوسيلة الإعلامية وأهدافهم، ولا يُستثنى من ذلك أحد البتة.. لا في الشرق ولا في الغرب، لا مؤسسة إعلامية عريقٌ تاريخها، أو حديثة لا يتجاوز عمرها أشهرا أو سنوات قليلة، لا مؤسسة عملاقة أو صفحة شخصية على مواقع التواصل. وفي الوقت ذاته وبطبيعة الحال، هذا الكلام لا ينفي «الموضوعية» عن الكل، وإنما نقرر هنا قاعدة أولية في فهم تناول وسائل الإعلام العالمية والعملاقة والعريقة للأحداث المهمة والكبيرة، كحالة الانتخابات التركية التي هي مجال هذا المقال. ونقرر أيضا أن هذا الاستعراض لموقف بعض المجلات الغربية في تناول الانتخابات التركية، لا ينطلق من موقف مؤيد أو معارض لتركيا أو رئيسها أو حكومتها، وإن كانت «تركيا كدولة مسلمة» أحب إلينا من دول الغرب مجتمعة، إلا أن ما نستعرضه في هذا المقال ويأتي «بين مزدوجتين» هو ترجمة خاصة وتلخيص لنصوص المقالات في هذه المجلات، وليس تفسيرا أو تحليلا، وسنترك للقارئ الذكي النبيه تفسير هذا الكلام وتحليله، وأن يستخرج من بين السطور، أو ما تخفي الصدور ما يشاء!! وسنبدأ بمرور سريع على بعض المجلات الغربية، ثم نركز على ما ورد في مجلتي (ديرشبيجل) الألمانية، ثم (الإيكونوميست) البريطانية بشيء من التفصيل.. وتجدُر الإشارة هنا إلى أن النماذج التي سنتناولها هي لأعداد حديثة جدا من المجلات صدرت في شهري إبريل ومايو 2023 تزامنا مع اقتراب الانتخابات التركية في 14 مايو الجاري، وإلا فإن تاريخ العلاقة بين معظم المجلات الغربية -من خلال رصدي ومتابعتي- ومنذ تولي الرئيس التركي أردوغان رئاسة الوزراء في 2003 هو تاريخٌ واضح الكراهية والعداء الظاهر والباطن، دون مواربة أو حتى من طرف خفي. أكمل القراءة من تبيان.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق