يبدو أن أمريكا قد وجدت في الحرب الروسية على أوكرانيا التي ناهزت الخمسة عشر شهرًا فرصةً سانحة تعيد لها مجدها الذي كاد يوشك على الرحيل، فقد كثر الحديث من السياسين ومراكز الأبحاث عن خُفوت دورها في العالم وبأنها تكاد تنزل عن مرتبتها كدولة أولى، فمن كوفيد الذي أظهر مدى هشاشتها الصحية إلى أزماتها المالية التي لا يكاد يمر أسبوع إلا وتعلن بُنوكها الكبرى الإفلاسَ أو نزول أسعار الأسهم في البورصات العالمية، ما أفقد المواطن الأمريكي الثقة في بلده، حتى وصل الحال بالكثير من أصحاب الأموال بأن يتركوا البلاد ويهاجروا هم وأموالهم. وإزاء هذه المشاكل الصحية والمالية التي لا يُظن إصلاحها، فإن أمريكا تخشى من انفلات العالم من يدها وتخشى أن تقلَّ أوراقها التي تضغط بها على دول العالم، ما دعاها إلى تشكيل أحلاف عسكرية جديدة مثل (أوكوس) و(كواد) وغيرها، فهي تحاول في النواحي العسكرية أن تجمع الحلفاء والعملاء تحت مظلَّتها حتى إذا احتاجتهم وجدتهم، ولعل الجمع بين إيران والسعودية الذي أشرفت عليه عن قرب ورَعته ثم أوْعزت للصين أن توقِّعه عندها يأتي في هذا الإطار، ولا يظنَّنَّ ظانٌّ أو متابع أن الصين تقوم أو قامت بهذا الدور بمعزل عن ضوء أخضر أمريكي؛ فالصين ليست من الدول التي تفكِّر سياسيًا خارج محيطها، وكذلك العمل على إعادة تأهيل نظام بشار الأسد ليعود عضوًا فاعلًا في الجامعة العربية، وكذلك التقارب الذي يجمع العراق وتركيا وإيران… كل هذا وغيره يأتي في إطار تحرُّك أمريكا للمْلَمة أوراقها من جديد حتى لو اقتضاها ذلك بأن تكشف عملاءها وتجعلهم فوق الطاولة، فما دام فضحهم لا يؤثر عليها -بل ويحقق لها ما تريد- فلا بأس إذن بكشفهم. أكمل القراءة من تبيان.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق