يحمل البلاء الأمة على التلفت يمنة ويسرة فلا تجد إلا سهاما تتجمع من كل صوب، فتبحث عن كهف للإيواء، أو حائط صد أو حتى جمر تقبض عليه وتتقد به، فلا تجد إلا كتاب ربها وسنة نبيها، تجد فيه الواقع متمثلا صادقا، كأنه يتنزل اليوم، كأنه يشهد الأحداث ويلقي إليها بأطواق النجاة. فينتبه من كان له أصلٌ يرده، من كان غافيا أو ناسيا، من كان يسأل ولا يعرف، فتأتيه الإجابة يقرأها في القرآن وفي السنة ويجد مصداقها واقعا يتحقق أمام عينه.
فإذا ازدادت الفئة المؤمنة يقينا وازدادت فهما وتبصرا، عرفت كيف تحرر قدميها وألقت عجزها وراء ظهرها لتقوم بما توجبه الاستطاعة ويتطلبه واجب الوقت. وتلك الاستجابة الاضطرارية وذلك اللجوء المتكرر لمن بيده وحده كشف الضر والبأساء يجعل لدى أبناء الأمة مخزونا متراكما يعلمها ويذكرها بما يجب عليها وبما ينفع معها.
تستعيد الأمة ذاكرة الخذلان وتجارب الفكرة المستعارة والمحاولات المبتورة، لتجد أنه لا مفر من الطريق الأوحد، طريق الاستهداء بما أنزل الله، والاعتصام بحبله الذي يجمع بين أنحاء الجسد المتفرق بنداء الإيمان ويحمله على التخلص مما طبع عليه الآخر من أوهام التفكير وتناقضات الفهم وانعكاس الأوليات.
أكمل القراءة على تبيان
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق