صحيح أنه لا يمكن إنكار ما بلغته وتمكنت منه هذه الحضارة من علوم وتقنيات وعمارة واختراعات وسبر للآفاق، فقد قدم منافع مادية ملموسة تلقي بظلالها على جودة الحياة، إلا أنه لم يساعد البتة على إعلاء الشأن الإنساني القيمي الذي يرقِّي ويعلي بقدر الشعوب، روحا، وضميرا، وخُلقا، وسلوكًا. إنها حضارة مجبولة في طياتها على الجانب المادي المستعلي مقابل الجانب القيمي المنحط الذي تضيع فيه الحقيقة والغاية. إذا كان الأمر كذلك، فإنه ليس من الصعوبة أن نصل إلى أن غطرسة قادة الدول الغربية اليوم، وما يعبرون عنه، وما يجرؤون على فعله وتقديمه بكل مواربة، من دعم سافل للإجرام والطغيان والتدمير وسفك للدماء البريئة بتبريرات واهية مخزية ومفندة بشهود عيان وصور ساطعة سطوع نور الشمس، ليس إلا تجليا من تجليات بطلان حضارتهم الغربية التي انبنت على قواعد إنسانية باطلة وعلى قيم زائفة بعيدة عن الحق والحقيقة. أبعد كل هذا نثق بهم وبحضارتهم؟ أبعد كل هذا نعدهم قدوة لنا وأنموذجا حضاريا؟ أما آن الأوان أن نستفيق من نومتنا وغفلتنا، ونقوم من كبوتنا فنحيي ونعلي قيمنا المثلى التي تجاوزناها؟ أما آن الأوان ان نعتمد على أنفسنا وننهض فنعد لهم عدًّا؟ أكمل قراءة المقال على موقع السبيل
|