"لقد أصبحت النقود تحديدًا غاية الغايات لغالبية الناس في حضارتنا؛ إذ إن حيازة النقود تمثل الهدف الأعلى لجميع الأنشطة الهادفة التي تقوم هذه الغالبية .. ففي عقل الرجل الحديث، ما عادت فكرة الاحتياج تعني احتياج السلع المادية، ولكن فقط احتياج النقود اللازمة لشراء هذه السلع". إن مرض المال يشير إلى الحالة التي يصير فيها المال غاية في حد ذاته، بغض النظر عما إذا كان هذا المال سيساعدنا في تلبية هذه الحاجة أو تلك، والتي تصبح فيها قيمة الأشياء مرتبطة بقيمتها النقدية فقط، بل تصير الأفكار نفسها غير ذات قيمة ما لم ترتبط بالمال. وهذا يجعلنا نستحضر العبارة التي افتتح بها دونو كتابه والتي يقول فيها على لسان نظام التفاهة: "ضع كتبك المعقدة جانبًا، فكتب المحاسبة صارت الآن أكثر فائدة!" ما يجعل من هذه الحالة حالة مرضية هو أنك حين تجعل قيمة الشيء رهينة بمقابله المالي؛ فإنك ببساطة تجعله عديم القيمة، ذلك أن النقود نفسها إذا فُصلت عما يمكن استخدامها لشرائه من سلع وخدمات، فإنها تصير بلا قيمة. وهو ما عبر عنه آلان دونو بقوله: "أن يحب المرء المال، أن يكون منجذبًا له، هو أن يكون مغرمًا بما يتيحه لنا من فرصة النفاذ إلى كل شيء، مما يعني أنه في الحقيقة، ومهما بدا ذلك غير منطقي، فإننا منجذبون إلى لا شيء!" أكمل القراءة من تبيان.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق