تعتبر الحجة الكلامية الكونية واحدة من أهم الحجج التي استخدمها اللاهوتيون من كافة الأديان في البرهنة على وجود الخالق، مع ظهور علم الكونيات الحديث، بدأ يحدث نوع من التوافق بين افتراضات هذه الحجة والعلم، فالحجة قائمة على أن الكون لابد له من بداية وعلم الكونيات الحديث أشار أيضًا إلى أن الكون له بداية، ومع ذلك أثار العديد من العلماء والفلاسفة إشكالات لمحاولة التشكيك في افتراض هذه الحجة الأساسي وهو أن الوجود المادي كان له بداية وبالتالي أثاروا الشكوك حول صلاحية هذه الحجة.
نظرية الانفجار العظيم
باستخدام النظرية النسبية العامة التي اكتشفها أينشتاين، أدرك العلماء (بالتحديد عالم الفيزياء الروسي ألكسندر فريدمان) أن الكون لا يمكن أن يكون ساكنًا أبدًا، إما يتوسع أو ينكمش، بعد أن اكتشف عالم الفلك إدوين هابل أن الكون يتوسع، جاء عالمي الفيزياء ستيفن هوكينج وروجر بنروز واستخدموا هذه الحقيقة الكونية في صياغة ما يسمى بنظريات المتفردة (Penrose-Hawking Singularity theorems)، وهذه النظريات قائمة على عدة افتراضات وهي: 1. النظرية النسبية العامة صالحة للتطبيق عند كل لحظة من لحظات عمر الكون. 2. الكون يتوسع؛ أي أن زمكان الكون ديناميكي وليس ساكن. 3. الكون متناظر ومتجانس على المستويات الكونية؛ أي يبدو بنفس الشكل عندما تنظر إليه من أي مكان فيه. 4. طاقة الجاذبية تجذب الأشياء إلى بعضها البعض دائمًا أي أنها جاذبية جاذبة (Attractive Gravity). بالتسليم بصحة هذه الافتراضات، وعندما نرجع بالزمن للوراء، نكتشف أن الكون قد انسحق تحت تأثير طاقة الجاذبية في متفردة كونية، تمثل هذه المتفردة بداية الزمن والمكان والطاقة وقوانين الفيزياء، قبل هذه المتفردة لا يوجد أي شيء (عدم محض)، فرح اللاهوتيون بهذه النظرية كثيرًا لأنها تؤيد الفكرة التي قالت بها الكتب المقدسة -فكرة الخلق من العدم المحض- فقبل المتفردة كما ذكر لم يكن هناك أي شيء، فنتيجة ذلك ستكون أن زمن ومكان وطاقة الكون خلقوا من عدم محض في هذه المتفردة التي توسعت بعد ذلك وأنتجت الكون، عالمي الكونيات فرانك تبلر وجون بارو يذكران ذلك في كتابهما "المبدأ الكوني الإنساني" [1]، متفردة الإنفجار العظيم = خلق من عدم محض (Creatio ex nihilo).
أكمل قراءة المقالة على تبيان. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق