إن الأُم متى غابت عن طفلها، أخذ ثيابها ليشمّها وينام فيها؛ سلوى شوقه الذي لا يهدأ.. ولله المثل الأعلى! هكذا الشعور تجاه القُرآن، كلام الله الذي نُقلّب فيه أنفسنا، حتى نلقى ربنا، والعجيب.. أن ثياب الأم يذهب ريحها عنها عندما تمر الأيام، لكن القُرآن كلما اقتربت منه زاد النور في صدرك، وزادت بركاته، وزادت نفحاته، فيكون زادك في رحلتك في الدنيا وموقدًا للشوق للآخرة. إن القُرآن عجيب.. عجيب يا صاحبي.. في مصاحبته أنوارٌ لا تنتهي، أكوانٌ واسعة، ومعانٍ لا يشملها قلبك لجلالها، وأشد ما فيه من العجب أن يُعطيك على ما يُناسبك.. حتى لا تُثقل، حتى يأخذ بيدك إلى فتوحاتٍ أُخرى، بآفاقٍ أُخرى، ولكن كل شيء بقدر. كان هذا في ليلةٍ من ليالي رمضان المُباركة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسّلم في المدينة النبويّة، فيأتي ذلك الشعور الطيّب، تلك الرحمة، تلك النفحة من نفحات رمضان، فيستشعر بها الإنسان أن -رسول الله صلى الله عليه وسلّم- بيننا بجسده الشريف في قبره المُبارك، فيبدأ بالاستماع إلى الآيات بروحٍ أُخرى، بروحٍ تتخيّل أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم بيننا، كان ذلك بداية مشاعرٍ لا تنتهي! تبدأ بتلّقي القُرآن وكأنك تعيش مع الصحابة -رضوان الله عليهم- فتُمر الآيات وتُبصر بل وتقترب جيّدًا من هذه القلوب الطيّبة، التي تفاعلت مع كلام الله فكانت خير جيل عرفه البشر. أكمل قراءة المقالة على أثارة
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق