إن الفكرة هي المحرك للإرادة وبدون إرادة لا يمكن وجود الفعل بالتالي عدم وجود التغيير الذي سيعود بالحياة لشعوب هذه الأمة، وعالم أفكار المسلمين اليوم يحتاج لحركة يقظة بصيرة، وثورة خروج من أسر القوالب الفكرية التي جثمت على كاهل الأمة لعشرات السنين، فأخرجت الشعوب من تحدياتها الحقيقية وأغفلتها عن حقيقة ما تتعرض إليه وحشدتها في معارك وهمية تارة وفي حق أريد به باطل في أحيان أخرى. لقد زرعت الألغام في الساحة الفكرية في أمتنا، ووقعت فلسفة الخضوع مرة باسم الحداثة التي قامت بتأليه الغرب مع معاداة مقومات القوى الحقيقية في شعوبنا، وأخرى باسم فقه الجحور الذي قام بتأليه الحكام والسلاطين وقتل روح الحرية والكرامة بين الناس وأخضع المستضعفين الُمُفَقَّرين إلى نخبٍ تُملى عليها الأوامر من المحتلِّ نفسه؛ حكام غاصبون لحق هذه الشعوب في ثرواتها وفي العيش وفق منظومة دينهم القيمية. لقد بلغت الهيمنة الفكرية حد أن أصبح الغرب هو صانع العقول في أمتنا، عبر إعلامه الناطق بالعربية المصنوع على عين الاحتلال، وعبر النخب التي مكنت على دوائر التعليم، فجاء إلينا الغرب بأسماء أبناء جلدتنا يحدثنا عن رقي الرجل الأبيض بينما يداه تقطر من دمائنا. لذلك لا بد من إعادة بعث شعوبنا وفق عالم أفكارنا المنطلقة من ذاتيتنا الحضارية، وفق رؤيتنا الخاصة كأمة تحمل الرسالة الخاتمة للبشرية، التي بموجبها يعود لشعوبنا قيمتها وﻷمتنا مكانها بين الأمم، لا بد من تحرر قيمي في عالم الأفكار وتحرر حركي في عالم الأشخاص وتحرر من الهيمنة الاقتصادية وكسر حظر امتلاك عالم أشياء القوة، إنها رحلةُ تَحَدٍّ لأمة تنتفض من جديد حيث يشارك كل فرد منها مهما كان موقعه في صناعة هذا التحرر. أكمل القراءة من تبيان.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق