لا يمكن تجاهل أن "حزب الله" قبل الثورة السورية كان ينظر له كحركة مقاومة من قطاعات واسعة في العالمين العربي والإسلامي، وارتفعت شعبيته إلى عنان السماء لأنه خاض حروبًا ضد "إسرائيل"، وكان برنامجه المعلن يقوم على مقاومة "إسرائيل" حتى لو نظر له البعض وقتها باعتباره أكثر ارتباطًا بإيران ومتشابكًا في هوية شيعية، فقد تزامن توقيت ظهوره مع صعود الشيعة في لبنان والمنطقة. لكن مكانة "حزب الله" وسمعته انهارت منذ أن تدخل في سوريا لحماية نظام الأسد، وتحول من بطل للمقاومة الفلسطينية واللبنانية إلى مليشيا طائفية، وأطلق عليه في كثير من الأحيان لقب "حزب اللات"، ومهما كانت التسمية قاسية، فإنها تعكس عمق التحول. وهذا الإرث الدموي في سوريا، سيظل مرتبطًا بـ"حزب الله" إلى الأبد، وسيؤثر بشكل كبير على دوره ومكانته بالمستقبل في السياق الإقليمي الأوسع. مع العلم أن "حزب الله" في نعيه للقيادات التي اغتالتها "إسرائيل"، تباهى بدورهم في قتل السوريين وتهجيرهم، وإن غلّف ذلك بغلاف "قتال الجماعات التكفيرية" على طريقة نظام بشار الأسد في وصف معارضيه. ومن اللافت أن المواجهة الجديدة للحزب مع "إسرائيل" لم تحيي روح التضامن الذي تمتع به في السابق، بل إن كثيرين خاصة السوريين يعتبرون أن ما يجري اليوم هو "عدالة إلهية" مما ارتكبه الحزب في سوريا، وهو ما استفز قادة الحزب وإعلاميه الذين ظنوا أن مجرد تجديد المعركة مع "إسرائيل" قد يمحي المسار الذي سلكوه في سوريا. اختصارًا، ليس هناك شك في أن التدخل في سوريا ألحق ضررًا كبيرًا بـ"حزب الله"، وفي حين تتقارب الآراء حول مكاسب "حزب الله" في سوريا، إذ يتفق الكثيرون على أنه حقق خبرة قتالية كبيرة، لكن المكاسب التي حصل ويحصل عليها "حزب الله" اليوم في سوريا، لا تتناسب مع الفاتورة التي يدفعها الآن وسيدفعها في المستقبل. أكمل قراءة المقالة على نون بوست
|