من الناحية الأخرى فغزة منطقة مغلقة ومحاصرة كما هو معلوم، وتقريبًا أغلب الناس فيها على معرفة ببعضهم، وبينهم رابطة. ولكنها ليست أي رابطة نعرفها نحن أبناء الدُّنيا، -فأهل غزة بالنسبة لي هم من أهل الآخرة-. فالرابط الذي يجمع كثيرًا من أهل غزة هو المسجد، حلقات التحفيظ، دروس العلم، المبيتات، والقوافل الدعوية. رابطة العقيدة أقوى من رابطة النسب؛ درس تعلمته في بداية دراستي للسيرة النبوية، ورأيته في أهل غزة تطبيقًا. علاقة الغزاوي بالقرآن علاقة حميمية فيها الكثير من المشاعر، والأنوار الإلهية، تراها في أعينهم، في ضياء وجوههم، في ثنايا كلماتهم، وبين سطور مقالاتهم. بين حافظ، ومدرّس، ومن لا يزال يحفظ، والذي يسعى للسند المتصل لرسول الله ﷺ، هذه البيئة التي ينشأ فيها الطفل والشاب هناك. تحيطهم أنوار القرآن، يستظلون بآياته، يتدارسون سوره، ويفهمون موضوعاته، ويطبقونه في أحوالهم. فما تنتظر يا صديقي من هذه البيئة؟ كيف سيكون منتج هذا المجتمع؟ بقعة مباركة فعلًا، البركة في كل زاوية، وكل نسمة هواء حتى، ماذا تعتقد أن يفعل شخص يتربى على الأنفال، ويردد التوبة، ويحفظ البقرة وآل عمران، وبين جنبيه محمد والفتح، ويعرف عدوه اليهودي من خلال خالقه، ولديه دليل النصر والتمكين وأسبابهما؟ .. الإجابة نراها. أكمل قراءة المقالة على حكمة يمانية.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق