كانت تسوية سنة 1922 محصلة لمرور الأقدام الاستعمارية الأوربية على أرض المسلمين، ونتيجة مجموع الأحداث والتراكمات التي بدأت من غزو نابليون في حملته على مصر إلى مؤتمر الصلح، الذي أنتج سلام ما بعده سلام! لترسم الحدود الجديدة لبعض الدول وتولد كيانات سياسية وممالك لم تكن موجودة من قبل، ما يوضح عبثية التقسيم الاستعماري، إذْ أقيمت دولة قومية تركية مقتصرة على الناطقين بالتركية نتيجة اقتراع بإجماع أصوات المجلس الوطني التركي في نوفمبر 1922، وتقاسمت فرنسا وبريطانيا ما تبقى من الممتلكات العثمانية، حصلت فرنسا على انتداب سوريا ولبنان من عصبة الأمم التي منحت بريطانيا في العام نفسه الانتداب على فلسطين وشرق الأردن. كما ضمنت معاهدة عام 1922 لبريطانيا تثبيتا لانتداب تحكم بموجبه العراق الذي خرج حديثًا إلى حيز الوجود بالحدود الحالية وأجلست فيصل على عرشه. وجعلت من مصر محمية بريطانية على عرشها فؤاد بموجب وثائق تعود إلى 1922كما فرضت أحكام الانتداب على فلسطين. وأصبح شرق الأردن كيان سياسي منفصل عن فلسطين يعرف اليوم بالأردن وتقرر أن يكون عبد الله الذي عينته بريطانيا على رأسه بصفة دائمة بموجب قرار تم فرضه على السكان سنة 1922 وعينوا له نائبًا بريطانيًا. وفي غرب الأردن وعد اليهود بوطن قومي ووعد غيرهم بحقوق كاملة. ولم يتحقق استقلال الأكراد الذي كان على جدول الأعمال سنة 1921 ليختفي من جدول أعمال تسوية سنة 1922 لذلك لم توجد كردستان حينها، وفي العام نفسه فرضت بريطانيا اتفاقيات حدودية على ابن سعود أقيمت بموجبها الحدود بين ما أصبح اسمه المملكة السعودية والعراق والكويت. وبهذا الشكل قسمت بريطانيا الدول التي تحت نفوذها شأنها شأن فرنسا وروسيا، إلى دويلات وحققوا بهذا التقسيم ما أرادوه منذ زمن بعيد. أكمل القراءة من تبيان
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق