الشخصيات المؤثرة ليست سوى نماذج امتلكت المهارة والقدرة وحازت ما يؤهِّلها من جانب، ثم اهتمَّتْ وانشغلتْ وانخرطتْ انخراطًا في القضايا الهامة والعامة في تاريخ كل أمة من جانب آخر. فالعاملان معًا يصنعان الشخصيات المؤثرة؛ فلا التأهيل وحده يجعل الشخصية مؤثرة، ولا محض الانخراط دون تأهيل يصنع شخصية مؤثرة. وتألُّق تلك الشخصيات المؤثرة في الحياة أو موتها؛ كلاهما فرصة لعرض النموذج، وتوضيح هذا المفهوم أمام العامة، خاصةً الناشئة. وبهذا السلوك نحوِّل الحدث إلى حدث مُعتَبَر، بل نُحيي حدث موت شخصية، ليصير طريقًا لصناعة ألف شخصية غيرها. مُذكِّرين أنفسنا ومَن نعلِّم أن الله قد كتب الموت على الجميع، وأن عمر بن الخطاب قد مات، وصلاح الدين قد مات، وعمر المختار قد مات. حتى الشخصيات الاعتبارية (تُسمَّى الدول والمؤسسات شخصيات اعتباريَّة في العُرف العام الحديث) كلها ماتت؛ فالخلافة العباسية انقضت، ومملكة بيت المقدس قد وقعتْ من قبل في أيدي الأعداء مرَّات. ولم يكن موت شخص أو دولة أو وقوع حدث نهاية الأمر؛ بل مجرى من مُجريات الحياة. وإنْ كنتَ تظنُّ أن الشخصية المؤثرة -أيًّا كانت- قد عاشتْ مُخلصةً لقضيتها، ناصبةً جهودها حيالها؛ فلتعلمْ أن حياة تلك الشخصية كانت اختبارها هي، فماذا عن اختبارك أنت؟! .. هو قد انقضى أجله، وانتهى اختباره؛ أما أنت فما زالت الحياة تعتريك، وما زال اختبارك دائرًا؛ فتنبه، وأعدَّ العدة لإكمال الطريق. أكمل قراءة المقالة على حكمة يمانية
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق