ركبت سمية سيارة الأجرة، تعرف أن عليها حضور الندوة العلمية التي حضرت لها أمس في مكان من المدينة لم تعهده من قبل. لم تركز كثيرا في الطريق البارحة فقد اصطحبتها معها صديقتها في سيارتها الخاصة، لكن اليوم الأمر غير ميسر لها. طلبت من سائق السيارة أن يوصلها حيث كانت أمس، فوصفت له المكان بتقريب، فادعى أنه قد عرف المكان. قادها إلى المكان الذي ظن أنه هو الذي تتحدث عنه، لكن مع الأسف: ليس هو! فالشكل مختلف عن البارحة، فاعتذرت من السائق، وحاولت تقريب الوصف مرة أخرى، واستعانت بمحددات المواقع عبر النت، لكن وا أسفاه، وجدت نفسها لم تكن مركزة البتة أين كانت البارحة، فقد نسيت اسم المكان، واعتمدت فقط على صديقتها البارحة. طلب منها سائق الأجرة أن تتصل بصديقتها تلك! استجابت فورا للطلب، لكن يا حسرتاه صديقتها لا تجيب على الخط! لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ماذا تفعل الآن؟ حاولت أن تهدأ، تذكرت رقم صديقة أخرى فاتصلت بها: الحمد لله أجابتها وأنقذت الموقف. نعم وصلت للمحاضرة في الوقت، لكن المبلغ الذي دفعته كان خياليا، فقد طاف بها سائق الأجرة تقريبا المدينة كلها، وأخذ منها هذا اللف والدوران ساعتين لتصل إلى مكان لا يبعد عنها عشرين دقيقة على الأكثر. قصة طريفة نوعا ما، لكنها حقيقية في واقع الأنثى التي لا تتخذ الوحي هديا لها في أمورها. تريد الوصول لهدف جميل يسعدها دنيا وآخرة. لكن ما هو هذا الهدف أصلا؟ هل أخذت وقتا لمعرفة هدفها لتيسر على نفسها الطريق؟ تدفع من صميم عمرها متفرقة بين السبل، وقد تصل وقد لا تصل. إن المرأة في أيامنا هذه تحتاج ضبط بوصلتها أولا لتعرف أين تسير؟ هذا ما سنحاول تسليط الضوء عليه في هذه النشرة، غير مدعين أننا سنحيط بالموضوع من جميع أطرافه ولكنها إشارات وتلميحات. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق