عنوان غريب أليس كذلك! لكن أتدري أخي/أختي المسلم/ة أنه في الحديث الصحيح عن أنس ابن مالك رضي الله عنه قال نبينا صلى الله عليه وسلم (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به، فإنْ كانَ لا بُدَّ مُتَمَنِّيًا لِلْمَوْتِ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أحْيِنِي ما كانَتِ الحَياةُ خَيْرًا لِي، وتَوَفَّنِي إذا كانَتِ الوَفاةُ خَيْرًا لِي). كثيرا ما تصعب علينا الحياة حتى نتمنى لو متنا وانتهت آلامنا، فالآلام أكثر من أن تعد، فها هو موت حبيب وفقد عزيز، ومرض عضال أمل الشفاء فيه بعيد، وضيق رزق، وعدم زواج، أو زواج مليء بالمتاعب والمشاكل... ناهيك عن إخوان لنا في ضنك من العيش نحزن وتتقطع قلوبنا كمدا لما يعانونه… بل لو سعينا إلى حصر القليل مما يعانيه البشر لن تسعنا كل النشرات البريدية المرسلة من لدن اختراع النت! لكن نحن هنا لنبعث لك الأمل... أتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم (من أصبحَ معافًى في بدنِه آمنًا في سِربِه عندَه قوتُ يومِه فَكأنَّما حيزت لَهُ الدُّنيا بحذافيرِها)، فمادمت حيا فاحمد الله… ألا تدري أنك حتى لو كنت مصابا بعشرة أمراض فلتعلم أن العالم فيه أكثر من 44,000 مرضا بحسب جواب الذكاء الاصطناعي والعدد في تزايد دائم، فأنت معافى من كل هذه 43,990 مرضا! وإن فقدت عزيزا فهذا مصير كلنا صائرون إليه، فاصبر واحتسب وادع له لعل الله يرحمه ويغفر له ما مضى، فالجنة المتلقى... وهكذا في كل ابتلاء لابد وأن هناك خيرا ما أنت لم تنتبه له من قبل، فتوقف لبرهة وتأمل في نفسك فأنت لازلت تستنشق الهواء وتقرأ هذه الكلمات، قلبك كم نبض حتى الآن؟ عينك كم تحركت؟ عقلك كيف استوعب كل ما كُتب إلى حد الآن؟ أنسيت أن كل هذه نِعم الله تعالى علينا؟ فانفض غبار اليأس وتوكل على الله وابدأ صفحة جديدة مع كل يوم من أيامك. بل حتى إن كنت من الراضين بحياته، فهذه زيادة ذكرى لتحمد الله وتشكره فما أنت فيه يغبطك القاصي والداني عليه… فلنحمد الله تعالى على كل حال فلا فائدة من شراء الموت، فالعيش مادام مِنحة من الله فهو خير لا محالة، فاغتنم يومك واسع للخير، فما هي إلا أيام حتى وإن بدت طويلة والموعد الجنة لمن عمِل واجتهد بإذن الله. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق