جلست هدير كعادتها تقلب صفحات مواقع التواصل الاجتماعي قُبيل نومها، كنوع ترويح عن النفس. فتاة متدينة مطيعة لله ورسوله ما أمكنها، لكن ما إن يأتي رمضان وتحس أنها مهزومة قبل أن يبدأ! كمية المواد التي رأتها عن الاستعداد لرمضان وضرورة العمل في هذا الشهر، جعلها تتأوه وتتحسر: "ييياااااه الناس أين وصلوا في استعدادهم لرمضان والتقرب إلى الله تعالى، وأنا هنا في مكاني متفرجة.. ياااه كم أغبط هؤلاء الناس! لماذا هم وأنا لا؟" أغلقت الهاتف وهي متحسرة على نفسها ، نادمة أنه سيكون رمضانا آخر من رمضاناتها التي عاشتها والتي لم تحقق فيها شيئا يُذكر. نامت بعد قليل، لكن بعد مرور سُويعات قلائل على نومها، وعلى غير عادتها، وجدت نفسها تتحسر وهي شخاصة بصرها إلى السقف: "إييييه الناس يتقربون إلى الله عز وجل وأنا ها أنا ذي أُمنِي نَفْسِي في كُلِّ مَرَةٍ، أما آن لي الأوان أن أسعى ولو حبوا للاستفادة من هذا الشهر العظيم؟" قامت من مكانها وتوضأت وصلت ودعت بحرقة عسى الله أن يعينها على اغتنام هذا الشهر الفضيل، وها نحن الآن نذكرها ونذكر أنفسنا أجمعين ببعض ما يَنْفَعُ في مَسِيرَةِ الظَفَرِ هذه.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق