المؤمنون على موعد يومي عظيم، يؤدون فيه أعظم الشهادات، وذلك في قولهم في تشهد كل صلاة: (أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله) كما أنهم على موعد يومي عظيم لتجديد العهد مع الله، تجاه ما خلقهم لأجله، وذلك في قولهم في أذكار الصباح والمساء -في سيد الاستغفار- (وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت). من يؤدي هاتين الشهادتين بيقين، ويقدّم هذا العهد بصدق واستحضار؛ فهو على موعد يومي مع الجنّة لا يفصل بينه وبينها إلا الموت، وتكون صلاته مكفرة لذنوبه، وناهية إياه عن الفحشاء والمنكر، ولذلك فإنه يستعد بقلبه وروحه لهذه المواعيد العظيمة كل يوم، وما أكثر الخاسرين الذين يؤدون هذه الشهادات والعهود بألسنتهم دون قلوبهم، وبألفاظهم وحدها دون يقين ودون استحضار. ومن يسأل عن حلاوة الإيمان ولذته، فإن من أعظم أبوابها: (باب الاستحضار واليقين لمعاني العبادات وألفاظها) ولذلك نجد في الأحاديث المتعلقة بفضل (لا إله إلا الله) أنها مصحوبة بشروط وقيود لتحقيق ذلك الفضل، منها مثلا: (فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله) ومنها: (ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله صدقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار).. إلى غير ذلك من الأخبار. فهذه دعوة لتجديد الصدق مع الله في أداء العبادات، ولتنمية استحضار القلب أثناء أداء الشهادة لله بالوحدانية ولنبيه ﷺ بالرسالة، وتلك حلاوة الإيمان ولذته. المصدر: قناة أحمد بن يوسف السيد |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق