إن نجاح الصهيونية لا يعتمد على مقولات أرض الميعاد، شعب الله المختار أو حتى الوعود التوراتية بإبادة الأغيار الجوييم؛ وإنما تعتمد الصهيونية وتستمد بقاءها من نفاذ الصهيونية العالمية من ناحية، وتخاذل موقف الدول الإسلامية من ناحية أخرى. لقد شهد الموقف العربي والإسلامي تباطؤًا حادًا إزاء القضية الفلسطينية وتذبذبًا متناقضًا في كيفية التعامل مع مستجدات الأمور. فقد خلقت إسرائيل ملمحًا جديدًا في الخطاب الدعائي الصهيوني يعتمد عنصر المبادرة والهجوم المسبق حتى تسلب من الآخر ردود الفعل، وتخلق نوعًا من الارتباكات والتوترات الداخلية. يذكر الدكتور فاضل الربيعي الرواية التوراتية الكاذبة بالقدسي في نصّها العبري، ويكشف عن حجم التزوير الذي لقيه العرب والفلسطينيون بصفة خاصة، يقول: لم يتعرض شعب في التاريخ مثلما تعرض الفلسطينيون من عمليات التزوير الممنهجة لتاريخهم وأرضهم. كما ذكر أيضًا أن الفلسطينيين ليسوا أسير القوة الإسرائيلية الغاشمة ولا الانتهاكات التي تحدث على أرضه؛ وإنما هو أسير فكرة أخطر فهناك من يسيطر على ذاكرته ويحاول خداعه وإيهامه بأنه ينتمي لعرق ليس عربي هو كنعاني.. هو يبوسي، إنها روايات ملفقة دست إلى الذاكرة الفلسطينية العربية عن طريق المخيلة الاستشراقية. إسرائيل لا تملك بقاءها لذا تقدم للعالم قضية صناعة السلام في الشرق الأوسط، لقد وضعت نفسها على طاولة المفاوضات بشرعية كاذبة وبسلام مراوغ، ولقد حققت من هذه المعالجات كثيرًا من المصالح الكبرى كالاعتراف بها كبلد ذو سيادة يمارس حقوقه وقراراته الدولية، إنها محاولة لكسب الوقت الذي يؤهلها للإعداد لحربها الكبرى. فلا غرابة في ذلك أن تفعل الأساطير فعلتها بمرور الزمن عندما تخترق الأذان، وترفض العقول تكذيبها أو حتى دراستها من أجل التأكد من صحتها.. عندها تصبح حقيقة ثابتة، وتحارب الأجيال الناشئة التي لا تعرف ماضيها محاولات دفعها وتكذيبها… أنها عملية تهجين وغسل لأدمغة أجيال وتشويه للتاريخ. العبريون قضوا زمنًا طويلًا ليكون لهم سلطانًا ضئيلًا في فلسطين لا أن يكونوا سادتها. إذًا كيف دخل اليهود إلى أرض فلسطين -الأرض التي لا تربطهم بها رابطة دينية أو تاريخية أو سياسية، وإن هذه الفرضية تتضح مع اكتشاف أن معظم الأماكن الواردة في الترجمة العربية للتوراة -بوجه التحديد- غير حقيقية، وهي التي بنيت عليها جل المزاعم الصهيونية-؟
أكمل القراءة من تبيان.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق