لم تتعامل إسرائيل مع تلك المجريات السريعة والمباغتة على أنها جولة عادية في التصعيد مع المقاومة بل اعتبرتها تهديدًا وجوديًّا وحربًا شاملة تستهدف أمنها ووجودها من الأساس، لذلك طلبت الدعم الغربي غير المحدود منذ اليوم الأول وعلى رأس الداعمين جاءت الولايات المتحدة، التي زار وزير خارجيتها أنتوني بلينكن إسرائيل في 12 أكتوبر وقال: "أنا ممتن لأن أكون هنا في إسرائيل، وقد أتيت بصفتي يهوديًّا قبل أن أكون وزير خارجية"
يبين لنا ذلك التصريح وأمثاله كيف ينظر الغرب إلى تلك الحرب مع الفلسطينيين، وكيف أن الأمر ليس سياسيًّا كما يعتقد كثيرون، بل هناك عقائد موروثة وأحقاد عقائدية يؤمنون بها ولا يملكون أنفسهم فيخرجونها في تلك اللحظات العصيبة، فما الذي دعاه إلى قول أنه يهودي؟ أما كان يكفيه التأكيد على دعمه ودعم بلاده لليهود كما فعل مع أوكرانيا ودول كثيرة؟ وقبلها بيوم وتحديدًا في 11 أكتوبر صرح السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام خلال مقابلة أجراها مع قناة "فوكس نيوز" قائلاً: "نحن في حرب دينية هنا، أنا مع إسرائيل، قوموا بكل ما يتوجب عليكم القيام به للدفاع عن أنفسكم، قوموا بتسوية المكان". تذكرنا هذه الحرب الدينية بزلة اللسان التي وقع فيها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش حين وصف حربه على "الإرهاب" بأنها حرب صليبية، وبالتأكيد لهذه السقطة دلالاتها، فآثار الحروب الصليبية لم تمحى من ذاكرة القادة الغربيين، بل يسترجعونها كلما هموا بحروب إبادة ومجازر بحق المسلمين تحديدًا. في التاسع (9) من أكتوبر فرض الاحتلال حصارًا خانقًا ومشددًا على قطاع غزة فوق الحصار الذي كانوا فيه أصلًا، وقال وزير الدفاع يوآف غالانت نصًّا: "لا كهرباء ولا طعام ولا ماء ولا وقود، كل شيء سيغلق، نحن نحارب حيوانات بشرية ونتصرف وفقًا لذلك" هل كانت هذه مبالغة منه أم أنهم يروننا هكذا فعلًا؟ أكمل القراءة من تبيان.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق