لا أدري إن كان قد دار بخلد المجاهدين بغزة، وهم ينحتون هذا الاسم المجازي ذو الدلالة العميقة «طوفان الأقصى» كل هذا الكم من الآثار التي سيخلفها هذا الطوفان في الحقيقة المُشاهدة. فلم تكن أحداث هذه الغزوة مجرد معركة عسكرية كسابقيها بل كانت طوفاناً على الحقيقة غرق فيه أقوامٌ و نجا منه آخرون.. غرق في الطوفان كل مَن لم يكتمل إيمانه فَشَكَّ في عدالة الله في الأرض، بعدما أذهلته صور الجرحى والقتلى، وأشلاء الأطفال الممزقة، فراح يهذي أين الله من هذا الظلم؟ ولماذا لا يدافع عن عباده المؤمنين؟ وتداعت عليه الوساوس تترا كالطوفان، حتى أنسته ركائز عقيدته وأركان إيمانه، ونَسِيَ اليوم الآخر، وأن الدنيا ليست دار جزاء، وليست دار العدل، فالعدل المطلق والجزاء الأوفى سيكونان في الآخرة، في الجنّة والنّار، وإلاّ فَلِمَ خَلَق الله الجنّة والنّار، ولِمَ أخَّر الله القيامة، ولِمَ كان الميزان والحِساب! غرق في الطوفان كل من لم يتحصن بثوابت دينه، فأغرقته شبهات المرجفين، وراح كالببغاء يردد دون عقل وما ذنب الآلاف من الأطفال والنساء أن يموتوا في حرب لم يُنْشِئوها، وكأنها لو لم تقم هذه الحرب لامتدت أعمارهم سنيناً، ولتناكحوا وتناسلوا وَأَثَارُوا الأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا، وكأنهم لم يقرأوا قول الله {ومَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا}، وكأن قول الله عزّ وجلّ {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} لم يَمُر عليهم من قبل! ونَسِيَ مع مَنْ نَسى أنّه لَن تموتَ نفسٌ حتَّى تستكمِلَ أجلَها، وتستوعِبَ رزقَها!
أكمل القراءة من جريدة الأمة. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق