علمتنا أحداث سوريا الأخيرة أنَّ الأرواح البريئة والأنفس الطيِّبة لا تذهب هدرًا، وأنَّ الله تعالى يتولَّى ثأرها والانتقام لها، فإنَّ الله تعالى مولى مَن لا مولى له، ونصير الضعفاء والمظلومين، وأنَّ قدرته تطول المتجبِّرين والمجرمين فتحصدهم حتَّى يكونوا كهشيم المحتضر. علمتنا أحداث سوريا أنَّ الأنظمة الطاغوتيَّة المتجبِّرة لا تملك أسباب البقاء في ذاتها، ولا أسباب القبول في بيئتها، فهي لا تقوم على مصالح الشعوب، ولا توفِّر احتياجات المجتمعات، ولا تضمن حقوق النَّاس، فتكون مبتورة عن بيئتها لا يثبِّت أركانها غير القوَّة والبطش، فإن فقدا تهاوت كما تتهاوى قلاع الرمال مِن زحف مياه البحر الهادئة على الساحل. علمتنا أحداث سوريا أنَّ الظالمين بعضهم أولياء بعض، فحين تقدَّمت قوى الثوَّار والأبطال للتحرير انتفضت أنظمة المنطقة التي كانت تهدِّد "بشَّار" بالأمس للتحذير مِن الثوَّار، ونُصحِ "بشَّار" بما ينبغي عليه القيام به للحفاظ على بقائه وبقاء نظامه، فاتحة له أبواب النجاة إن رغب. علمتنا أحداث سوريا أنَّ التجربة والخبرة كفيلة أن تحدث العظة والعبرة للعقلاء، كي ما يتجاوزوا أخطاءهم ويراجعوا أفكارهم ويعدِّلوا مواقفهم ويغيِّروا سلوكيَّاتهم، وألَّا يجمدوا على حالهم البشري الاجتهادي فيجعلونه ثابتًا ومقدَّسًا إذا ظهر عواره وخلل وفشله في تحقيق المراد، فقد حسَّن الثوَّار وأحسنوا في طريقة ظهورهم وتحرُّكهم ومخاطبتهم للمجتمع السوري، بكلِّ فئاته وطوائفه وملله. أكمل قراءة المقال على موقع حكمة يمانية
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق