دوى صوت سيارة الإسعاف في الأرجاء 🚑 ... جاءت مسرعة لتحمل شابا في الثلاثين مغمى عليه... لم يستطع الناسُ حوله فعل أي شيء له، فهو كالميت لولا أن بعض آثار الحياة تظهر على تقاسيم وجهه... بعد وصوله إلى المستشفى سأل الأطباء سائقي السيارة عن قصة هذا الشخص الذي بين أيديهم، عسى أن يكونوا سببا في إنقاذه بإذن الله تعالى... فكان جوابهم بعجالة أنه شخص شارك في السباق الوطني (المارثون) وما إن وصل إلى النصف حتى أغمي عليه. ما إن علم أحد الأطباء بهذه المعلومة، حتى ذَكَّرَ رفقاءه أن هذه المشكلة شائعة في مثل هذه السباقات، فهي ما يسمى بالوصول إلى 'الحائط المسدود' حيث تستنفذ معدلات الغلايكوجين. بعدما أخذ عامر الدواء واستيقظ من إغمائه، تذكر حماسه الأول لاستقبال هذه المسابقة القيمة، التي كان يتمنى أن يفوز بها... لكن ما باليد حيلة! ها هو الآن في المستشفى بين المرضى... تذكر وبأسى نصائح صديقه سعد بضرورة التمرن لهذه المسابقة الصعبة، خاصة أنه لم يمش خمسة كيلومترات متتالية منذ زمن بعيد... فكيف بأكثر من ثلاثين كيلومترا؟ فاته الفوز! والأدهى فاتته صحته.. فأنى لمتعظ بحاله؟ فها هي مواسم الخيرات على الأبواب لكن هل استعددنا لها بما فيه الكفاية لكي نغتنم من عطاءاتها أيما اغتنام؟ هل تَمَرَّنَا على قيام الليل، وصيام التطوع، وغيرها من العبادات سوءً القلبية أو العملية كي يجدنا رمضان في أبهى حلة استعداد... فلا تكون أنفسنا هي أول من لا يطاوعنا لمعالي الأمور لعدم اعتيادها عليها؟
هذا ما سنحاول أن نذكر أنفسنا وإياكم به في نشرتنا هذه... |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق