"المقاطعة الاقتصادية خير وصلاح، وهي عمل آني سريع، نرجو أن يكون له أثر حسن، إن لم يكن من الناحية المادية، فعلى الأقل على النفوس والقلوب، التي تحييها هذه الحملات، وتضخ فيها دماء جديدة."
البشير عصام المراكشي
نقاطع كي لا نزهق أرواحا أخرى ❌
بدأ يتلمس يد أمه ويقبلها... لم تكن يدا ناعمة بكل ما تعنيه الكلمة، فتقاسيم الدهر تبدو عليها، وخشونة الحياة ترسم أخاديدَ في عروقها... فلكل خَطٍّ من خطوطها حكاية ورواية.
بدأ يذرف دمعة تلو دمعة.😢
لا يدري ما الذي سيقوله لأمه، فهي في صغره دائما ما كانت تنهره ألا يبكي؛ بل تأمره أن يكون صامدا كالرجال، وإن بكى فأمام الله وحده لا أمام الناس.
تداعت الذكريات مع هذه اليد الحنون، لكن ما إن بدأ خيط الزمن يعود به للوراء، إذ به يسمع صديقه يصيح بصوت عال جدا: "هيا يا أخي، هيا... ضع اليد في اللحد! فعلينا أن نقيم صلاة الجنازة قبل غارة أخرى!". نعم، اليد هي كل ما تبقى من أم سُهيل! فقد صار جسمها أشلاء جرَّاء القصف الوحشي على غزة، ولم يجد شيئا يعرفها به إلا هذه اليد. قصة من آلاف القصص التي يعيشها أهلنا في غزة العزة... نسمع عنها ونتحسر... فكيف لنا أن نساعد ونعين؟ لذلك سنحاول بث روح المقاطعة مرة أخرى في نشرتنا هذه.
بعد السابع من أكتوبر 2023م، تعرض الكيان الإسرائيلي لضغوط هائلة نتيجة للمقاطعة الاقتصادية والسياسية التي فرضتها عليه العديد من الدول والمنظمات والأفراد، والتي لم تكن مجرد رد فعل عابر، بل كانت ضربة موجعة أثرت بشكل كبير على الاقتصاد الإسرائيلي، وتسببت في تراجع الصادرات وتوقف الاستثمارات الأجنبية من قبل العديد من الشركات العالمية، وهو ما ترك الشركات الإسرائيلية في مواجهة تحديات غير مسبوقة، أدت إلى تراجع معدلات الإنتاج الخاصة بها وارتفاع معدلات البطالة.
ولكي يبقى المعنى وراء هذه المقاطعة حاضرا، علينا أن نزيل الجهل عن أنفسنا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وكبداية ننصحك بهذا المقال من كاتبنا المميز عبد الصمد حدوش:
وكي لا نغفل جانب أنفسنا في خضم هذه المقاطعة، منصة إرساء تستضيف الدكتور عبد الرحمن ذاكر الهاشمي يحذر فيها أن نقع في خطأ مقاطعة المنتجات لا الأفكار، فنُقاطع الحسي دون المعنوي الفكري:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق