موقف بسيط كان يتكرر معي دائما، لم أكن آباه له لكن حينما تأملت فيه وجدت أنه منافي لمعالي الأمور. قد يبدو المثال ساذجا ولا قيمة له، لكن إن أمكنك أيها القارئ أن تتمعن معي فيه لنخلص إلى النتيجة المهمة. كنت في السابق إذا وجدت مثلا لعبا مرمية على الأرض في المنزل أو شيئا سقط بالخطأ، ولم أكن أنا المتسببة في ذلك، كنت أمر عليه ولا يعنني الأمر، بل لم أكن آبه له حتى. لكن إذا علمت أمي أني مررت من ذاك المكان ولم أعد ذاك الشيء لمكانه الصحيح تنزعج، فأخبرها: لكنني لست من فعل هذا الأمر؟ فلماذا تلومينني؟ ويكون الجواب في كل مرة: أنت لم تفعلي هذا نعم، لكن هل ستتركينه هكذا؟ ألا يمكن أن تصلحي أنت ما فسد؟ لم أكن أرغب أن يتكرر الأمر لكن كان يتكرر مني كل مرة كأني لم أسمع هذه الجملة من قبل😃، ليس عنادا، لكن الأمر لم يدخل في حياتي حتى توقفت مع نفسي فقد أصبحت أمي تنزعج كثيرا من هذا الأمر. بدأت أتأمل في الأمر، وأستغرب: وما المشكل أن أبادر أنا بالإصلاح؟ نعم لست من قام بالخطأ لكن لا بأس أن أكون ممن يحسنون صنعا؟ يصلحون ما أفسده الغير. توقفت قليلا، وفكرت في الأمر مليا... ممم بدأت أستذكر بعض أمثلة المصلحين الذين لم يكونوا أصلا في الوجود وقت هذا الإفساد؟! بل حتى الصحابة رضوان الله عليهم، لو تعاملوا كما كنت أتعامل مع هذه الأشياء الملقاة في الأرض، بدون مبادرة منه، فهل كانت ستصلنا الدعوة؟ خاصة أنه لم يكنوا سببا في الخطأ؟ فحاولت أن أجعل لهذه النشرة عنونا: ماذا أنتظر لأبادر؟ عسى أن أذكر نفسي وإياكم بمعاني المبادرة والعمل على الخير.
مريم محمد |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق