إن أحداث غزة تعيد ترتيب علاقاتنا بذواتنا وبالآخرين، وتدعونا للخروج من أسر الزمن الغربي الذي بلغ فيه التحالف الأميركي-الإسرائيلي المنتهى في اللجوء إلى القوة والتنكر للقيم الأخلاقية التي تنضبط بضابط "التقوى"؛ أي بقوة أخلاقية يجدها الإنسان في نفسه؛ كي يكبح جموح قوته المادية عن التنطّع والمبالغة في التدمير والتخريب. لقد تحوَّل هذا النوع من الإنسان- الذي أفرزه الزمن الغربي، الإسرائيلي- الأميركي- إلى آلة لا ينهاها الحياء عن دفن الأطفال أحياء. وفي هذا إيذان بنهاية الإيمان، وتألّه الإنسان، وبلوغ القمة في العدوان والطغيان. لا شك في أن الإفلاس الأخلاقي- الذي يتجسد في التدمير الممنهج لأسباب الحياة في غزة- سيجعل الكثير من الناس- من مختلف الأجناس والأعراق، بمن فيهم الكثير من الغربيين- يخرجون أفواجًا من زمن تألّه الإنسان المادي، باتجاه أفق زمني آخر، زمن أخلاقي- ديني. هناك دلائل كثيرة تؤشر على أن العالم اليوم ماضٍ في الانقسام بين فسطاطَين: فسطاط يتوسل بالعقل الإنساني "المتنور" لتبرير إبادة الآخرين؛ وفسطاط يتمسّك بالأخلاق للحفاظ على النفس البشرية. لم يعد في وسع المرء أن يقف على الحياد. لقد جاءت أحداث غزة لتصفعنا فتوقظنا من أحلام الزمن الغربي الذي ظلت تهفو إليه قلوب العالمين. إننا نركن إلى الاعتقاد بأن مظاهر التدمير الشنيعة المقترفة باسم الحضارة والعقل والتنوير بلغت درجة كبيرة في القسوة والعنف والحمق والجنون، حتى إنها أصبحت في عيون الناظرين عنوانًا على التوحش وقلة العقل والظلامية. أكمل قراءة المقالة على موقع الجزيرة.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق